ما هو دور التكنولوجيا في الرعاية الصحية؟
إن دور التكنولوجيا في تطوير القطاع الصحي هو تيسير حصول الكثير من الأشخاص علي الرعاية الصحية، وكذلك تحسين جودتها، حيث تعلب التكنولوجيا الآن دورًا كبير في القطاع الصحي، وأصبح مفهوم الرعاية الصحية عن بُعد مقترنًا باستخدام تقنيات الاتصالات والمعلومات الرقمية، حيث تسهل الوصول لخدمات الرعاية الصحية عن بُعد، ومن تلك التقنيات أجهزة الكمبيوتر متمثلة في الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.دور التكنولوجيا في تطوير القطاع الصحي |
وقد لاحظنا الدور الكبير الذي لعبته الأدوات التكنولوجية أثناء جائحة كوفيد-19 الأخيرة، واعتماد الأفراد على التطبيب عن بُعد، أي الاستعانة بالأطباء عن بعد، وذلك عبر تقنيات الاتصال، كما أصبح الإنترنت في السنوات الأخيرة مصدرًا مهمًا للمعلومات الطبية، ما ساهم في زيادة الوعي بالأمراض وكيفية الوقاية منها.
ما هي التكنولوجيا في الطب؟
تعرف منظمة الصحة العالمية التكنولوجيا الطبية على أنها استثمار المعلومات والبيانات الطبية وتطبيق المهارات من أجل تطوير المواد الطبية والمعدات من لقاحات وأجهزة وأدوية وعمليات، بهدف إيجاد الحلول للمشكلات الطبية المختلفة، وتحسين الرعاية الصحية وجودة الحياة بشكل عام.واليوم، قد أصبح للتكنولوجيا دورًا حيويًا في الطب من خلال التطبيقات التكنولوجيا التي لا تحصى، والتي ساهمت في حماية المجتمع البشر من الكثير من الأزمات، فالآن أصبح من الإمكان القياس الفوري للحالة الآنية للجسم البشري عبر أجهزة قياس النبض والسكر والضغط، وقد حافظت التكنولوجيا على حياة المرضى المصابين لفترات طويلة عن طريق أجهزة التنفس والصدمات الكهربية.
علاوة على ذلك، تساهم التكنولوجيا الطبية في الكشف عن المبكر عن الأمراض، وذلك من خلال الاختبارات والتحاليل الطبية مثل اختبار التبول، واختبارات الحمل، واختبارات السموم، وغيرها من الاختبارات التي توفر البيانات اللازمة للكشف عن الأمراض، ما يسهل بعد ذلك علاجها.
كيف ساهمت التكنولوجيا في تطوير الطب؟
مع التطور الهائل في خلال العقود الأخيرة، بدأ ظهور مساهمات التكنولوجيا في القطاعات الطبية المختلفة، والتي نذكر منها التالي:- يعتمد الكثيرون الآن على الإنترنت للبحث عن أسباب الأمراض المختلفة، النفسية والجسدية، حيث توفر المواقع الطبية المنتشرة على الشبكة باللغات العربية والإنجليزية معلومات غاية في الأهمية، تساعد على فهم الأضرار وترفع من الوعي الصحي للأفراد.
- يتمثل دور التكنولوجيا في الطب في تقديم علاجات أفضل بكثير من الماضي، وتقليل معاناة المرضى، حيث حسنت أدوات التكنولوجيا من جودة الأدوية، بالتالي ارتفعت فرص علاج الكثير من الأمراض التي كنا نظن أنها صعبة العلاج في الماضي.
- أصبح الآن التواصل مع الأطباء أكثر سهولة، فلم يعد المريض -في بعض الحالات- في حاجة إلى الذهاب إلى العيادة، والانتظار لاستشارة الطبيب، حيث توفر تطبيقات مختلفة وعديد المواقع طرق سهلة للاتصال بالأطباء وعرض الحالة.
- تتمثل أهمية دور التكنولوجيا في الرعاية الصحية في سهولة التنبؤ بانتشار بعض الأمراض، حيث وفر الإنترنت بجانب أدوات البحث والدراسة على العلماء سهولة توقع فترات انتشار بعض أنواع الأمراض، بذلك يسهل التحضير لمواجهتها لتفاديها وتقليل الخسائر.
- ساعدت التكنولوجيا الفرد في المجتمع الحديث عبر التطبيقات الطبية، ما وفر عليه الوقت والمجهود، حيث إن دور هذه التطبيقات هو مساعدته على الحفاظ على صحته، وذلك بحساب السعرات الحرارية في الطعام، وقياس نبضات القلب، وتحسين جودة النوم.
تكنولوجيا الصحة الرقمية
تمتلك أنظمة الصحة الرقمية قدرة هائلة على إحداث تحول جذري في نظام الرعاية الصحية عالميًا، وتوفر المعلومات الكافية التي يحتاجها المرضى ومقدمي الرعاية الصحية، وذلك من أجل تعزيز الأنظمة الصحية، وبالتالي تقديم رعاية أفضل وتحسين العلاج، وتوفر أدوات تكنولوجيا الصحة الرقمية فرصًا مهمة من حيث:- تحسين مؤسسات الرعاية الصحية فيما يتعلق بالسجلات الصحية الإلكترونية (EHR)، ما يسهل الحصول على الرعاية الجيدة بالتقاسم السريع للمعلومات والبيانات بين مقدمي الرعاية في المؤسسات الصحية.
- الأجهزة المخصصة مثل الهواتف الذكية وساعات اليد وأجهزة الاستشعار من أجل المراقبة، فقد استعملت الهواتف لالتقاط صورة بالموجات فوق الصوتية للحمل أو حصوات الكلي، كما يوجد الآن أكثر من 325 ألف تطبيق صحي متاح للهواتف الذكية.
- أتاح استعمال تكنولوجيا الصحة الرقمية تحسين الإجراءات الطبية وكذلك العمليات خاصة عمليات الجراحة عن بعد، حيث تستخدم العيادات في الأماكن النائية تطبيقات هذه التكنولوجيا للتشخيص عن بُعد والطب عن بُعد.
- تحسين عمليات التحليل والتنبؤ اعتمادًا على البيانات الصحية، من خلال البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، وعمل محاكاة باستخدام الواقع الافتراضي.
أهداف الرعاية الصحية عند بعد
منذ جائحة كوفيد-19 عام 2019 والكثير من الأشخاص يستخدمون الرعاية الصحية عن بُعد، خاصة بعد التطور الكبير الذي حدث في هذا القطاع، وتطور تقنيات الاتصال أيضًا بين مقدمي الرعاية الصحية والمرضى، وتتمثل أهداف الرعاية الصحية الإلكترونية فيما يلي:- سهولة حصول الأشخاص الذين يعيشون في المناطق النائية والريفية على الرعاية الصحية المطلوبة.
- إتاحة الوصول لمقدمي الرعاية والأطباء المتخصصين.
- الحفاظ على سلامة المريض والمجتمع في حالة الإصابة بمرض مُعدٍ.
- تيسر خدمات الرعاية الصحية وتوفيرها للأشخاص ذوي القدرة المحدودة على الحركة.
- تقديم الرعاية الأولية والسريعة للحالات المختلفة.
- تحسين طرق التواصل بين فريق الرعاية والشخص الذي يتلقى الرعاية الطبية.
- رفع الوعي بالصحة الشخصية والصحة بشكل عام، وتقديم المشاورة بشأن الرعاية الذاتية للصحة.
كيف ستكون التكنولوجيا الطبية في المستقبل؟
بالطبع تعلب التكنولوجيا دورًا أساسيًا في الحياة هذه الأيام، مع ذلك تطور التكنولوجيا في أي مجال لا يضاهي أهمية تطور التكنولوجيا الصحية، لإن ذلك سيضمن لنا جمعيًا مستقبلًا أفضل، وهناك عديد المجالات التكنولوجية التي تخدم تكنولوجيا الرعاية الصحية، ونذكر منها الآتي:- الروبوتات Robotics: تعلب تكنولوجيا الروبوتات دورًا كبيرًا في دعم مجال الرعاية الصحية، بدءً من مساعدة الأطباء في مراقبة المرضى، والمساعدة في العمليات، بالأخص العمليات الجراحية والأطراف الصناعية.
- الذكاء الاصطناعي AI: أحدث الذكاء الاصطناعي تغيرًا هائلًا في المجال الطبي، حيث يساهم في زيادة الإنتاجية وفتح آفاق جديدة عند فحص وتشخيص المرضى، وتقديم العلاج لهم، وكذلك يعد قاعدة بيانات ضخمة توفر المعلومات المطلوبة بسرعة فائقة.
- الطباعة ثلاثية الإبعاد: أحد أهم تطبيقات التكنولوجيا في القطاع الصحي، حيث طورت الطباعة الثلاثية الأبعاد من النماذج الأولية، كما تسمح بصناعة الأطراف الصناعية الفردية والشخصية.
- تقنية الجيل الخامس 5G: كان لهذه التقنية دورًا كبيرًا في ريط الأدوات التكنولوجية الطبية وعمليات التطبيب عن بُعد، فأصبح الاتصال بين مقدمي الرعاية الصحية والمرضى أسهل من أي وقت مضى.
في الختام، لا شك أن دور التكنولوجيا في القطاع الصحي قد غَيّر من شكل الحياة والطريقة الذي يعيش بها البشر في العقود الأخيرة، فقد ساهمت التكنولوجيا في الكشف عن علاجات للعديد من الأمراض، كما ساعدت الأفراد على الاهتمام بصحتهم عن طريق زيادة وعيهم بالأمراض وأسبابها.